النزوح الأرمني
الأرمن شعب تعرض للتهجير وجاءوا إلى دول الشرق الأوسط كمهاجرين وإن وجود الأرمن في الدول العربية (الشرق أوسطية) لم يكن مرهوناً فقط بالمجازر المرتكبة ضدهم والتهجير القسري الذي تعرضوا له أثناء الحرب العالمية الاولى، فهم متواجدين فيها منذ أزمنة تسبق ذلك بكثير ولو بنِسَب وأحجام متفاوتة لقد سكن الأرمن في معظم مدن سوريا ولبنان وفلسطين ومصر منذ مئات السنين.... وكان لهم وجود كبير في جرابلس تقلص لأسباب عديدة |
| مجموعة من اللاجئين الأرمن أمام مشفى العيون حلب |
واثناء مرور المهاجرين منهم في منبج تركوا اطفال لهم في المدينة بسبب التعب والارهاق والجوع ومما اعرفه ان هناك خمسة اناث تعهدت عائلات شركسية بضمهن لاسرتهم وتربوا عندهم وكبروا وتزوجوا من شركس واعتنقوا الاسلام ومنهن من ادى فريضة الحج ولهن ابناء واحفاد لهذا اليوم
في تلك الأيام كان قائم مقام منبج شافع ابو ريشة والد الشاعر الكبير عمر ابو ريشة فجاءه معاونه فأخبره أنهم
وجدو مجموعة من الاطفال الارمن عددهم خمسة عشر بينهم ذكور وأناث بين سن الثالثة والعاشرة ويبدو انهم قد ضاعو عن عائلاتهم أثناء الهروب من الحرب ثم تجمعوا مع بعض وأكملو مسيرتهم .
أحسن القائم مقام نافع ابو ريشة اليهم ثم أخذهم إلى مطرانية الأرمن حيث تم تعميدهم وإعطائهم اسماء ارمنية لأنهم كانوا لا يعرفون اسماءهم وتعهد بتربيتهم وتعليمهم وبتلبية كافة احتياجاتهم الأخرى
وفي عام ١٩٧٠ كنت ادرس في بيروت واسكن في بيت عمر ابو ريشة هناك كونه يوجد بيننا صلة قرابة كنت اسكن وحدي وكان اهل البيت مسافرين وفي احد الايام طُرق على الباب ولما فتحت وجدت مجموعة من الرجال والنساء والاطفال وفي أيديهم اكياس من الحلوى ومأكولات وطلبوا لقاء عمر بن نافع ابو ريشة فأخبرتهم أنه مسافر
وطلبوا الاذن بالدخول وقصوا علي هذه القصةوقالوا
"كناجياعاً فأكرمنا وحافظ على ديننا واسكننا في مزرعته
ودربنا على المهن التي رغبنا بها فاصبح منا الطبيب والمهندس والنجار وغير ذلك ومنذ فترة قريبة تجمعنا وقررنا زيارة ابن نافع بك عمر لكي نشكره على ما قدمه لنا والده نافع ابوريشة"
رحبت بهم وأمضوا بقية اليوم في البيت ثم رحلوا.
تعلمت منهم الخير وتعلمت منهم أن هذا الشخص المسلم استطاع أن ينقذ ١٥ شخص وكان لهم الاب والمعيل في بداية حياتهم .
تذكروا يااهل مدينة منبج كيف كان اهلكم قبل مائة عام
وأقتدوا بهم عسى أن تنقضي المحنّ عنا وعن كل اهل الوطن
يمكنكم إرسال قصصكم عبر صفحة أتصل بنا