مغارة أم السرج السر الذي لم يكتشف حتى الآن
تبعد عن حلب 88كم, وتقع جنوب منبج 17كم,وغرب ناحية ابو قلقل, مغارة عظيمة صناعية, تجاور قرية (مقبلة حسن آغا), وعلى ذروة هذا الجبل المطل على سهول الفرات المحفوف بذكريات عريقة في قدم التاريخ,
يبدو لنا شِق طويل وعريض شق في الصخر كالأخدود, ينتهي الى ساحة فسيحة تحيط بها جدران عالية من الصخر الابيض, حُفرت فيه كهوف منتظمة مصطفة كأنها حوانيت اسواق المدن,
وعند اجتياز الساحة تصل الى مشارف اعظم المغارات وأجلها شأنا (مغارة أم السرج) سميت بذلك لشدة ظلامها مما تجعل استعمال السرج فيها لازما, وفوهة المغارة واسعة مملوءة بكتل كبيرة من الحجارة المتكسرة والمتدحرجة من سقف الفوهة, مما تسبب في ردم درجها بأسره, فأصبح النازل اليها محتاجا للزحف على ظهره تارة والاستعانة بالحجارةفي تارةٍ أخرى.
وعند الاتجاه نحو الفوهة والانحدار والنزول للأسفل مقدار خمسون مترا والوصول الى مستوى الظلام , والمتابعة وانت تلتمس الجدران تجتاز مضايق ومنعطفات و مخارم وفجاجا , وتصادف قاعات عظيمة واسعة جدا, كل ذلك محفور في الصخر,
وآثار الحفر ونقر الدبابير والمطارق والازاميل بارزة, تكاد تُضهر ان الحجارين والنحاتين قد انتهوا من عملهم وخرجوا الان, وتجد وسط الجدران كوات صغيرة بعضها فوق بعض تمتد من الارض الى السقف, تشبه ما يعمل في جدران الابار لوضع الارجل عند الصعود والنزول,
وتشاهد اماكن عديدة ايضا كوات أكبر منها لوضع السرج أو المصابيح, ولاتزال آثار الدخان ظاهرة فيها ويشاهد ان سعة القاعات الضخمة لا تقل عن استيعاب مئتي شخص أو أكثر, كانوا يجتمعون فيها لاستماع الخطب والعظات الدينية او للمداولة في أمور هامة, وذلك لان بعض القاعات يحتوي في صدره مدرجات منقورة في الحجارة, جعلت لجلوس ملك أو خطيب وفوقه مقعد كالأريكة كان خاصا لقائد او كاهن في الغالب.
بالرغم ومن التحقيق والتفتيش في الجدران والسقوف, لم يعثر على أثر لكتابة أو نقش أو رسم, للاستدلال على سبب حفر هذه المغارة الضخمة الهائلة وتاريخها واسم ساكنيها وحافريها الاقدمين,
لو ان المغارة طبيعية لا يوجد معنى لدفن هؤلاء الناس انفسهم في هذه الهواة السحيقة ومكوثهم في تلك القاعات والممرات المظلمة الرطبة, الا أن يكون ذلك لغرض ديني أو سياسي, فهم إما أنهم كانوا يستعملونها كمعبد خفي, يقيمون شعائر ديانتهم السرية, بدليل تلك المصاطب والارائك, او يتخذونها حصنا يلجؤون اليه عند إحاطة الأعداء بمدينتهم, والتي تشاهد بقايا أثارها خارج المغارة على السفح الجنوبي للجبل, او انهم كانوا يسجنون فيها من غضبت عليه ملوكهم او كهانهم, او من وقع أثناء الحروب في قبضتهم فيعتقلون السجناء او الاسرى في هذه الظلمة والرطوبة, اللتين تهدمان أشد الابدان قوة وصحة.
![]() |
منظر من فوق تل أم السرج |
مغارة أم السرج والنفق العظيم
هناك عدة روايات أنه يوجد نفق طويل وقديم تحت الأرض
يقول بعضهم أنه يصل لمدينة حلب وانه كان يختبئ فيه الثوار ايام الاحتلال الفرنسي .
تبقى هذه مجرد روايات متناقلة منذ القدم قد تكون صواباًاو خطأ
واخيرا من خلال مراجعة كتب التاريخ نجد ان بلدة منبج عرفت العمران والرفاهية في العصور القديمة, ولا يستبعد أن يقوم سكانها بحفر مغاور يتخذونها معبدا او حصنا او معتقلا او جعلوها مدفنا لعظمائهم أو مدخرا لكنوزهم ودفائنهم, هذا ما تجده في مغارة ام السرج هي من اسرار الطبيعة صنعها الانسان بيديه ولازالت مجهولة التاريخ .