JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الخطاط السوري الشيخ عثمان طه ابن الشمال السوري

الخطاط عثمان طه


عثمان طه خطاط القرآن الكريم

من النادر أن تقرأ نسخة حديثة من القرآن الكريم، إلا وستجد أنها مكتوبة بخط الخطاط السوري "عثمان طه"، فمن هو "عثمان طه" ؟

مولدالشيخ عثمان طه ونشأته 

ولد الشيخ عثمان طه في قرية صندي  بريف حلب الشرقي عام 1352 هـ الموافق 1934م
 (الشيخ عبده حسين طه) إمام وخطيب المسجد وشيخ كتاب البلد، أخذ مبادئ الخط عن والده الذي كان يجيد
 (خط الرقعة)، ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة حلب في (الكلية الشرعية الخَسرَوِّية)، وتتلمذ في هذه الفترة على مشايخ الخط في مدينة حلب، أمثال: "محمد علي المولوي"، "محمد الخطيب"، "حسين حسني التركي"، و"عبدالجواد الخطاط"، ومن ثم "إبراهيم الرفاعي" خطاط مدينة حلب.


أما عن موهبته، فما كان لأحد أن يكتشفها سوى خبير في هذا المجال، فكان لأستاذه الخطاط الكبير "محمد علي المولوي" الفضل في هذا، حيث تدرب عنده وحصل منه على توجيهات قيمة، وكان يقضي معظم وقته بعد انصرافه من المدرسة بزيارة مكاتب الخطاطين، فيراقبهم ثم يعود إلى البيت فيقلدهم في كل ما يفعلون، ثم يقوم بعرض ما كتبه من الخطوط على أساتذة الخط ويستفيد من توجيهاتهم.


وكان تعلق "عثمان طه" بحب الخط العربي موهبة من الله، صقلها بفضل الممارسة والتدريب، وكانت أول لوحة كتبها بـ(خط الثلث) عام 1951، هي الآية الكريمة {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} الآية 53 من سورة النحل، حيث استعمل الدهان بدل الحبر، وكانت بذلك بداية انطلاقه نحو تعلم الأنواع الأخرى من فنون الخط.

دراسة الخط ونبوغه فيه



انتقل "عثمان طه" إلى دمشق، والتحق بجامعة دمشق، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية عام 1964، ثم حصل على الدبلوم العام من كلية التربية عام 1965.
وفي دمشق تعرَّف على "محمد بدوي الديراني" خطاط بلاد الشام، وأخذ منه الكثير في 
(الخط الفارسي)، و(خط الثلث) من عام 1960 وحتى عام 1967، وكان يجتمع مع خطاط العراق "هاشم محمد البغدادي" حين يزور دمشق، ويأخذ منه تمرينات وتوجيهات كثيرة حول (خط الثلث) و(خط النسخ)، وحصل على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي "حامد الآمدي" عام 1973، وعُيِّن عضواً في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي التي تجري في إسطنبول كل ثلاث سنوات منذ عام 1988، ودرس الرسم وعلم الزخرفة علي يد "سامي برهان" و"نعيم إسماعيل".

عثمان طه وكتابة المصحف الشريف

شكل دعم والده تحفيزاً له على كتابة القرآن الكريم، فقد لاحظ والده انكباب ابنه معظم الوقت للتدرب على الخط، فسأله : (هل تظن أنك ستكتب المصحف يوماً ما ، مثل الخطاط "حافظ عثمان" أبرز خطاطي الدولة العثمانية؟)، وكانت المصاحف التي كتبها قد طُبعت وانتشرت في كل البلاد الإسلامية آنذاك، فوعد والده بأنه سيفعل هذا الأمر إن شاء الله، وفي عام 1970، قام "عثمان طه" بكتابة أول نسخة كاملة من المصحف الشريف بتكليف من وزارة الأوقاف السورية، فقام بتقديم نسخة مطبوعة لوالده، وكتب له فيها : (ها أنا قد كتبت المصحف الشريف يا والدي).


وفي عام 1988 سافر إلى المملكة العربية السعودية، وعُين خطاطاً في (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة) و(كاتباً لمصاحف المدينة النبوية)، ومنذ عام 1988، بات يمتاز المصحف الذي استخدم خط "عثمان طه" بأن كل الصفحات تنتهي مع نهاية إحدى الآيات. 
وكتب بخط يده لـ(مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف) أربعة مصاحف، وطبع منها ما يزيد على 200 مليون نسخة، وُزعت على مختلف دول العالم.
كتب "عثمان طه" المصحف الشريف كاملاً ثلاثة عشر مرة ويرجح البعض أنها سبعة عشر مرة، ولكن ما يمكن تأكيده أنه قد خط القرآن الكريم حسب جميع القراءات المعروفة، وكلها بالرسم العثماني، وقد طُبِعَ أكثرها وانتشر في العالم الإسلامي.
خصوصية طريقة الشيخ عثمان طه بكتابة القرآن الكريم 


درس الشيخ عثمان طه (خط النسخ) دراسة علمية أكاديمية، وأجاد النوع الكلاسيكي منه، ولكنه تركه واستخدم أسلوب متميز في كتابة المصحف الشريف، مما مكنه من التخلَّص من كثير من التركيبات الخطية التي كانت تعيق الضبط الصحيح، وتخلَّص كذلك من أشكال بعض الأحرف من (خط النسخ)، تفاديًا لالتباسها بحروفٍ أخرى مشابهة لها، مثل: الهاء المشقوقة، والميم المطموسة بأنواعها، والراء المعكوفة، وغير ذلك، واعتمد على أسلوب تبسيط الكلمة، كما في (الخط الكوفي) الذي كُتب به القرآن الكريم أول مرة أيام الصحابة، واكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد، بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في نهايته، واكتسب خبرةً وعلماً من علماء القراءات أعضاء اللجان العلمية الذين عمل معهم، لمراجعة المصاحف المخطوطة واستفاد من آرائهم في هذا المجال.

مراحل كتابة القرأن الكريم

وله طريقة مميزة في كتابة القرأن الكريم 
حيث تبدأ الصفحة بأية وتنتهي بأية ،ويمر كتابة المصحف الشريف بخمس مراحل:
تبدأ كتابة كل صفحة بهذه المراحل
المرحلة الاولى:
كتابة الصفحة على لوحة بطول ١م وعرض ٧٠سم حيث يتم كتابة الأحرف من دون نقاط
وبعد ذلك يتم تدقيقها من قبل اللجنة
المرحلة الثانية:
يتم إضافة النقاط على الحروف وبعد ذلك يتم عرضها للتدقيق.
المرحلة الثالثة:
يتم إضافة التشكيل الى الكلمات وهذه من أصعب المراحل على الخطاط
المرحلة الرابعة :
يقوم الخطاط بإضافة علامات الوقف والابتداء
ومن ثم تعرض على اللجنة المختصة
المرحلة الخامسة:
يقوم بأضافة أرقام الأحزاب والسور وهي المرحلة النهائية .
وعلى هذه المراحل فأن كتابة نسخة واحد من القرأن الكريم تستغرق حوالي عامين 

نماذج من خط الخطاط عثمان طه

الخط العربي انحصر في ستة خطوط هي خط الثلث والخط الكوفي وخط النسخ وخط النستعليق الفارسي وخط الرقعة 
بالإضافة ال  الخط الديواني
ويستعمل الخطاط عثمان طه خط النسخ في كتابة القرأن الكريم وذلك لوضوحه وشهرته وبساطته في الكتابة.
 ويعتمد الشيخ عثمان طه في اتباع أسلوب مميز في الكتابة
وهو تبسيط الكلمة لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها دون حدوث التباس ،والتخلص من بعض التركيبات الخطية التي تعيق الضبط وهذا نموذج من خط عثمان طه
نماذج من خط عثمان طه
نموذج من خط عثمان طه





حياته في المدينة المنورة 



لا يزال الخطاط السوري "عثمان طه" يعيش في المدينة المنورة وحيداَ، بعد وفاة زوجته التي دفنها بالبقيع، ورآها بعد شهر بالمنام تقول له : (لقد سبقتك، ونلت شرف الوفاة بالمدينة)، وهو لا زال يتمنى أن يدفن بالبقيع، وأن يقضي حياته الأخيرة فيها بجوار المصطفى صل الله عليه وسلم.


وكان لديه أمنية بأن يحصل على الجنسية السعودية، فهو يقول : لقد عُرضت علَي جنسيات دول عدة ولكني لا أرغب إلا بالجنسية السعودية، حتى أستطيع لم شمل عائلتي مع أبنائي الذين اضطروا مع عائلاتهم لمغادرة السعودية بسب الرسوم، وقد تم قبول طلبه ومنحته المملكة العربية السعودية جنسيتها في 19 كانون الأول من 2021


author-img

سما منبج

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة