عندما تذكر مدينة منبج فأن أول مايشد انتباهك عنها هوا كثرة الشعراء والأدباء فيها فمنها البحتري والشاعر الكبير دوقلة المنبجي واميرها الشاعر ابو فراس الحمداني ومنها الشاعر والاديب محمد منلا غزيل ولاتزال حتى الآن تخرج والأدباء والشعراء . فكما ذكرها الرحالة في كتبهم هواءها عليل وأهلها فصيحي اللسان بليغيِّ البيان
اما اليوم فسوف أتكلم عن أسلطهم لساناً وأوضحهم بياناًوهو
الشاعر عمر ابو ريشة
حَيَاة الأستاذ عمر أبو ريشة
ولد الشاعر عمر ابو ريشة في مدينة منبج في عام ١٩١٠م
والده هو نافع ابو ريشة والي منبج عن الدولة العثمانية في ذلك الوقت ، درس أبو ريشة المرحلة الابتدائية في مدينة حلب وبعد ذلك أنتقل إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وتخرج منها ،و حصل على شهادة البكالوريوس في مادة العلوم وكان ذلك في عام ١٩٣٠م.
وبعد ذلك أرسله والده إلى انجلترا من أجل دراسة النسيج والذي كان يشهد طفرة في ذلك الوقت ،لم تكن دراسة النسيج تعجب فقد كان مولعا بالشعر والادب العربي
فعاد إلى حلب عام ١٩٣٢ وشارك إلى جانب الحركة الوطنية السورية في الحراك من أجل اخراج الاحتلال الفرنسي من سوريا
وبعد الاستقلال ثار على الأوضاع السياسية في سوريا
وكان من دعاة الوحدة العربية وصاحب فكر قومي عربي وعمل في دار الكتب في حلب كمدير لها ،وأنتخب بعد ذالك في عضوية المجمع العلمي السوري في عام ١٩٤٨
الشاعر عمر ابو ريشة وحياته السياسية
قبل الاستقلال كان من بين النشطاء البارزين في الشارع السوري وشارك إلى جانب الحركة الوطنية في الحراك المناهض للاحتلال الفرنسي وبعد الاستقلال بدأ عمله السياسي كملحق ثقافي في الجامعة العربية أبان تأسيسها
ثم مثل سوريا كسفير في في البرازيل ،ثم تنقل بعد ذلك في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتشيلي والأرجنتين والهند
عمر ابو ريشة والشعر
يمكن القول أن عمر ابو ريشة هو من كبار الشعراء والأدباء في العصر الحديث وله مكانة عظيمة في قاموس الشعر العربي وهو الشاعر والاديب الذي حمل في قلبه وعقله حب الإنسان والتاريخ العربي، وسحر عبر شعره عقول وقلوب ملايين من الذين قرأوا شعره حيث أبدع في أقتناص الكلمات وإعطاء المعنى من دون تكلف .
للشاعر عمر أبو ريشة ديوان مطبوع ، طُبع عام ١٩٧١م، ويحتوي على معظم شعره وهو الديوان الوحيد لشاعرنا الكبير
كما له عدة ملاحم وأمسيات شعرية ولاتزال محفوظة حتى اليوم من أشهرها قصائده
أمتي هل لك بين الامم
منبر للسيف أو للقلم
توفي يوم السبت في الثاني والعشرين من ذي الحجة عام ١٤١٠هـ، الموافق١٩٩٠م في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية ونقل جثمانه إلى مدينة حلب ودفن فيها
عمر ابو ريشة والرئيس الأمريكي جون كينيدي
في إحدى الفترات تم تعيين عمر ابو ريشة كسفير لسوريا في الولايات المتحدة الأمريكية وكان الرئيس الأمريكي في ذالك الوقت جون كينيدي وكان هناك جمع من المسؤولين فسأل عمر أبو ريشة وقال له حدثنا عن التاريخ السوري فقال عمرأبو ريشة
"أن جد السوريين هو يسوع المسيح الذي تعتقدون أنه ربكم"
فأعجب الرئيس الأمريكي بذكائه ونشئت بينهم علاقة صداقة وكان يزوره باستمرار ويستمع منه الشعر باللغة الإنكليزية التي كان يتقنها شاعرنا كما كان يستمع منه إلى عادات وقصص عن العرب
وفي إحدى الزيارات قال له جون كندي :لو كنت أمريكياً لعينتك مستشار لدي
فرد عليه عمر ابو ريشة قائلا:
ياسعادة الرئيس لو كنت امريكياً لكنت مكانك