الإخفاء القسري أو الخطف في سوريا
منذ عام ٢٠١١ وما بعد أصبحت مصطلحات (مفقود.سجين أو مخطوف) نسمعها بكثرة في محيطنا فحسب إحصاءات الأمم المتحدة فأنه هناك أكثر من ١٥٠ ألف شخص مفقود في سوريا .
فالداخل مفقود والخارج مولود ، ناهيك عن حالات الخطف الفردية التي سببها الفراغ الأمني ، أن كان من أجل طلب الفدية كما في حالة الشاب حكمت علي الناصر في منبج،
أو من أجل خلافات شخصية .
لكن المثير في بعض الحالات أنه يتم اختطاف أشخاص من مناطق نفوذ أخرى ونقلهم إلى الجهة المستهدفة ك حادثة خطف أو قد تكون تسليم ( المقدم حسين هرموش) من تركيا الى مناطق سيطرة النظام .
عملية اختفاء غريبة الاستاذ ماجد الجمعة
من هو لأستاذ ماجد جمعة؟؟؟
ولد ماجد جمعة في ٢/١/١٩٦١ بقرية الزونقل بريف منبج الشمالي وهو الولد الاول في العائلة، عاش طفولته في القرية وكانت طفولة بسيطة مثلها مثل طفولة اي طفل ولد وعاش في الأرياف، كان يساعد والده الفلاح بزراعة الأرض، وتربية المواشي.
درس الاستاذ ماجد المرحلة الابتدائية في مدرسة القرية، ثم انتقل لدراسة المرحلة الإعدادية في منبج، ثم درس المرحلة الثانوية في مدينة حلب، واستطاع الالتحاق بكلية الحقوق في جامعة حلب حيث درس المرحلة الأولى من دراسته الجامعية بجامعة حلب ثم انتقل مع والده إلى دولة العراق والتحق بكلية الحقوق بجامعة بغداد وتخرج منها كمحامي.
عمل في بغداد لعدة سنوات كمحامي هناك ثم عاد إلى سوريا وسجل في نقابة المحامين بحلب وبدأ ممارسة هذه المهنة، حيث افتتح مكتبا قانونيا يديره بنفسه، ولم يعمل بأي وظائف أخرى ضمن المجال القانوني أو غيره.
الاستاذ ماجد رجل متزوج ولديه ثلاثة أولاد ذكور وابنة واحدة، ومن هواياته الحدائق والزراعة، ولقاء الاصدقاء،
حسب مقربين منه.
وكان يؤمن بالاجتهاد والعمل، الحق والعدل، وهو رجل موضوعي يؤمن بأهمية العلم وأنه اساس نهضة كل مجتمع، وكان رجلا متدينا يراعي الخطأ والصواب والحلال والحرام في تصرفاته.
كان الأستاذ ماجد معارضا للنظام، وفي بداية الثورة كان حذرا من إبداء معارضته بشكل علني أمام الناس لخوفه على عائلته، وبعد تحرير مدينة منبج انضم الاستاذ ماجد للعمل مع المجلس الثوري في المدينة، وبعد سيطرة تنظيم داعش على المدينة رفض مغادرة منبج لأنه أصبح متعبا من الغربة، فقد عاش الكثير من سنوات حياته بعيدا عن مدينته وقريته، اعتقله تنظيم الدولة وقضى حوالي ٤٠ يوم في السجن.
قصة الاختفاء الغامض والتحركات المريبة قبل اعتقال ماجد جمعة؟
بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على منبج، بقي الاستاذ ماجد في المدينة، وقبل اعتقاله بيومين جاء عدد من العساكر يعتقد أنهم من (جيش الثوار)وقاموا بتصوير الهوية الشخصية للاستاذ ماجد الجمعة ورحلوا، ثم بعد يومين قام ملثمون باختطافه وذلك في العام 2019 ومازال مختفيا حتى يومنا هذا، حاولت عائلته البحث عنه لدى جميع الجهات الا انهم لم يعترفوا بوجوده بسجونهم، وقد سمعت العائلة الكثير من الاشاعات عن الأماكن المتواجد فيها داخل سجون قسد في سوريا، حتى أنهم سمعوا مرة أن الاستاذ ماجد في سجن خارج سوريا، لكن جميعها تبقى اشاعات في ظل اختفاء الاستاذ قسريا، لذلك لا تعرف عائلته عنه شيء حتى يومنا هذا.
وبعد مناشدات عديدة تكفلت أحد المنظمات الحقوقية بايصال قضية الاستاذ ماجد الجمعة إلى وزارة الخارجية الأمريكية على امل الكشف عن مصيره المجهول.
وبما أن حادثة الاختطاف تمت في مناطق سيطرة قسد فأننا نحمل قيد المسؤلية القانونية والأخلاقية في الكشف عن مصير المحامي ماجد جمعة وجميع المفقودين في مناطق سيطرتهم.
#سمامنبج