JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

منبج بعيون رجل من المملكة العربية السعودية

سما منبج
سما منبج

منبج بعيون رجل من المملكة العربية السعودية  

 الخير يثمر في كل وقت واعظم مايكون عندما يجتمع فيه قضاء الحوائج  وعمله دون انتظار المقابل والكرم ،ومع انتشار الاخبار والقصص المحزنة في هذا الوقت في بلادنا كان ولابد لنا ان نتذكر ان الخير لاينقطع مهما كانت الظروف والاحوال ومن هنا سوف انقل لكم مقالة اعجبتني من صفحة  الكاتب عبد الرحمن العلي يقول فيها:


تعرفت على رجل من السعودية ..ما أن عرف أني من منبج… أكثر من الرسائل الودية على الخاص ..يظهر فيها فرحه بالصدفة التي جمعتني و إياه .

سألته عن سر اهتمامه
أجاب بالتالي .

قال : في عام ٢٠٠٢ ذهبت وأهلي لزيارة أقرباء لنا بشمال سوريا ..أحببنا ان نجعل من هذه الزيارة رحلة نتعرف بها المنطقة… 
خرجنا من منبج قاصدين حلب.. 

 الفصل خريف .
والدي رغب بالدخول إلى مناطق الريف في الشمال الغربي من منبج .
توجهنا شمالا نتبع طرقا ترابية تتلوى بين كروم الزيتون والفستق الحلبي و التين ...مررنا بالعديد من القرى هناك ..مع غروب الشمس قررنا الذهاب  إلى حلب ... سيارتنا تعطلت بالقرب من أحد القرى هناك .

مرّ شاب على دراجته ..وقف يتفقدنا… علم حاجتنا 
ذهب وعاد مع أخ له يقود جرارا زراعيا .
سحب لنا السيارة فأوصلها إلى أحد البيوت .
استقبلنا  صاحب البيت وهو رجل ستيني ، حسن المظهر، ترتسم على وجهه الطيبة والهيبة.  
كنا قرابة العشرة بين نساء ورجال ..
(أبو محمد )وهو اسم الرجل ..اجلسنا على دكة واسعة، محاطة بعرائش تتدلى منها عناقيد العنب.  
زوجة الرجل استقبلت نسائنا واجلستهن على دكة أخرى أمام أحد غرف البيت.  
أخبرنا أبو محمد أن ابنه سيتصل بمكانيكي بالمدينة، ليأتي ويصلح سيارتنا .
ما أن جلسنا وإذا بشاب يقوم بتعليق ذبيحة على أحد أعمدة العرائش… رأيت نارا أوقدت ووضُعت عليها القدور .
حضر بعض الرجال من الجيران… سهرة مميزة، تبادنا الحديث فيها عن أشياء كثيرة ..سعادة والفرح على وجه ابي ..كأنه التقى أصدقاء طفولته من جديد .
تحدثوا عن العشائر..عن التاريخ والعادات 
لقد جاء الميكانيكي ، أصلح سيارتنا .

عرفنا أن سكان هذه البلد هم من عشيرة #الغنايم وأن هذه العشيرة لها شأن وحضور  في منطقتها .
لم يمض وقت طويل وإذ بالطعام قد جَهُز ..كانت وليمة طيبة فيها الرز واللوز واللحم .
عيناي كانتا على عناقيد العنب المتدلية… كم رغبت بتذوقها 
وكأن الله استجاب لرغبتي ..فما أن أُزيل الطعام من أمامنا واذ بأواني زجاجية امتلأت بعناقيد العنب وحبات التين .
لم أتذوق بحياتي أطيب وأشهى من هذا العنب .
نمت و ابن عم لي وأبناء أبو محمد على سطح البيت .
استيقظنا على صلاة الفجر ...كان ابن الرجل قد سبقني.. 
همس أبي لي بوجوب التحرك والمغادرة ..رفض أبو محمد حتى نأكل فطورنا .
وفعلا وما أن انتهينا من تجهيز أنفسنا كان طعام الفطور قد وُضع أمامنا ..جبنة وزيت وزيتون وسمن عربي ولبن 
تناولنا هذا الفطور الشهي وركنا شاحنتنا ..
أبي يشاور أمي ..هو محتار ..يريد أن يعرض المال على أبي محمد ..
…  ينظر في وجوهنا ..يستجدي المعونة بقراره هذا ... لم نعطه غير الصمت..  
نزل ابي إلى ابي  محمد وعرض عليه المال مقابل ما قدموا ..غضب الرجل ..فتأسف والدي كثيرا ..امتلأت عيناه بالدموع وهو يصافح مضيفنا مودعا .
ما زلنا نذكر هؤلاء الناس الطيبين  وكثيرا ما نتحدث عنهم لكل من يزورنا  
منذ ذلك اليوم وأنا أفرح كل مل شاهدت أو تحدثت مع أحد من سوريا ...أحاول دائما أن اكرم ايّ سوري أتصادف معه .
هذه الحادثة وقعت في قرى عشيرة الغنايم .

منقول عن صفحة  الكاتب عبد الرحمن العلي 
NameE-MailNachricht